هـــــــــــــلاّ دونت لنا بعض من ذكرياتك!!!!!

مايحصل الآن هو الحاضر.. ولا يمردقائق حتى يكون ماضيآ ، والماضي يحمل

أحداثآ كثيرة منها الشقي ومنها السعيد وتؤثر هذه الأحداث على أصحابها وقد

تسبب لهم الأسى والحزن أو العكس ، إلا أن السنين تتكفل بمسح هذا الماضي

وهذه سنة الله أن جعل الإنسان ينسى ، ولولم يحدث ذلك لأصيب بامراض وانهيار

عصبي ومات من ساعته ،فـلله الحكمة سبحانه وتعالى .

ومع هذا كله إلا إن هناك من الذكريات ما يُبقي أثرآ في النفس وتبقى الذكرى

مثل النحت في الصخر .

بحكم بقائي عند والدي شفاه الله والتأمل في وجهه والاستماع الى بعض من

ذكرياته التي تخالطها تأوهاته من الألم ، تمر بي لحظات الذكرى مع والدي

ونحن أطفال صغار..حيث كنا نصحو أيام الشتاء الباردة وقد أوقد منقلة الفحم

ووضعت امي إبريق الحليب الأحمر على حافتة وصفت الأكواب البلاستيكية

بجانبه وصحن الفطورالمكون من الفول والحلاوة الطحينية (الرهش)والمربى

(جام جح)والجبن ،والتف بعباءته الثقيلة التي تشبه الفروة وليست بفروة وقد

وضعني عن يمينه وأخي مساعد حفظه الله عن شماله واخي الصغير في حضنه

كل ذلك داخل العبآءة ثم يقوم بإدخال أرجلنا تحت المنقلة وعندما تدفأ يلبسنا

الشراب (نسميه قديمآ دلاغ ) ثم الحذاء (الكنادر)وبدأنا الأكل وشرع في عمل

الساندوتش بالجام والجبنة لفطور المدرسة .

ولا أنسى عندما اقترح علينا ان يضع الفول مع الطحينية في الساندوتش وقبلنا

ولاأكذب عليكم إذا قلت لكم أنه في البداية كان مقبولآ إلاأن المسالة طالت قليلآ

فاعترض مساعد وأراد العودة للجبنه وكان له ماأراد ، اما انا فرق قلبي لوالدي

ولم أتكلم ، واستمر على هذا المنوال وأنا أتحامل على نفسي واكل ما أراد

والدي لدرجة أني لا ارميها بل آكلها أوأكل جزءآ منها وانا على وشك

الإستفراغ (كرمكم الله )ودموعي (تبطبط) كل ذلك من أجل ألا اجرح مشاعر

حبيبي بالطعن في ذوقه الفتافيتي ..ولا اتذكر متى توقف ولكني اعتقد أن

انتدابآ من عمله قد صد به فترة من الزمن فنسي مقادير الطبق العالمي .

لا أدري هل هذا من البر به (مع انه قاس جدآ في تربيتنا ) أم انه وهن

وضغف في بناء شخصيتي .

شفى الله والدي من مرضه وجميع المسلمين وأعاننا على بروالدينا آآآمين .

وإلى اللقاء في ذكريات قادمة إنشاء الله .